آخر الأخبار

  • 2016-09-22

احتضنته جامعة فلسطين التقنية – خضوري ... الإغاثة الزراعية تنظم مؤتمر الأصول الوراثية النباتية في فلسطين: واقع وتحديات


اختتم اليوم ، في حرم جامعة فلسطين التقنية – خضوري، فعاليات المؤتمر العلمي الزراعي الذي عقد تحت تحت رعاية وزير الزراعة ومحافظ محافظة طولكرم اللواء عصام أبو بكر بعنوان "الأصول الوراثية النباتية في فلسطين: واقع وتحديات"، الذي نظمته الإغاثة الزراعية بدعم من Christian Aid، بالشراكة مع جامعة فلسطين التقنية – خضوري ومركز البحوث الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية وكلية الزراعة والطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية، وذلك ضمن مشروع تطوير البذور البلدية كأداة في مقاومة التصحر بحضور مساعد رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري د.ضرار عليّان ، ومدير عام الإغاثة الزراعية خليل شيحة، ومدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية، د.محمد أبو عيد، ورئيس المؤتمر د.تحسين سياعرة، وعميد كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة النجاح، د.سليمان خليل،وعمداء الكليات ومدراء المراكز وكادر الجامعة و ووزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة والمؤسسات غير الحكومية.
الحفاظ على الموروث التاريخي
بدوره، نقل المحافظ أبو بكر تحيات الرئيس محمود عباس للقائمين على فعاليات المؤتمر، مؤكّداً على أهمية الحفاظ على الموروث النباتي للشعب الفلسطيني والذي يعد جزءاً من الحفاظ على الموروث التاريخي لشعبنا.
وشدّد أبو بكر على أهمية وجود توثيق وإحصاء للنباتات الفلسطينية، موضحاً أن الاحتلال يعمل على سرقة وطمس الموروث الفلسطيني. ومؤكّد على تبني المستوى الرسمي وجهات الاختصاص لتوصيات المؤتمر لتطوير القطاع الزراعي في محافظة طولكرم وجميع محافظات الوطن.
تطوير القطاع الزراعي والنهوض به
من جانبه اعتبر د. ضرار عليان أن عقد المؤتمر يأتي ضمن سلسله المؤتمرات والفعاليات العلمية التي بدأتها الجامعة منذ العام الماضي للنهوض بالمستوى العلمي للجامعة وكلياتها .
وقال عليان: إن القطاع الزراعي يواجه هجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي المتمثل بمصادرة الأراضي والمياه واقتلاع الأشجار وتضييق الخناق على المزارعين لإجبارهم على التخلي عن أرضهم وتهجيرهم منها والاستيلاء عليها, وهو ما يزيد من إصرارنا على تطوير هذا القطاع والنهوض به، خاصة وان موضوع البذور البلدية يعتبر جزءا من التراث الثفافي للمزارع الفلسطيني والمنتج البلدي الذي يفضله المواطن الفلسطيني .
ربط المساعي التنموية بعملية البحث العلمي
وفي سياق أوضح خليل شيحة أن الإغاثة الزراعية تنبهت منذ ما يزيد عن 25 عاما إلى أهمية تسليط الضوء على هذا الموضوع الحيوي والهام وفي حركة ربما كانت معاكسة لتيار الحداثة الزراعية والإنتاج الكثيف وبلورت تدخلاتها في حماية الغطاء النباتي بالتركيز على حماية البذار البلدية بالاستناد إلى رؤيتها لمستقبل الزراعة في فلسطين وما تواجهه من تحديات من خلال المحور الاقتصادي والمحور البيئي والمناخي والمحور الثقافي الاجتماعي والمحور السياسي والسيادي.
كما دعا شيحة إلى ربط هذه المساعي التنموية بعملية البحث العلمي التي من شانها صقل هذه الممارسات وفتح المجال أمام أصناف جديدة والانتقال إلى الأصول المتوارثة في قطاع الثروة الحيوانية والدواجن وتركيز البحث حول كيفية رفع إنتاجية الأراضي المعتمدة على الأصناف البلدية وتحسين وتوحيد شكل المنتج والتعمق في دراسة ميزاته في مجال الحفظ والتصنيع مما سيعزز ويوسع من قاعدة انتاجه واستهلاكه.
الاحتفاظ بالمواد الوراثية
فيما بين د.سليمان خليل أن فلسطين تمتاز بموقع جغرافي وتباين مناخي جعلها من اغنى المناطق في التنوع الحيوي حيث يبلغ عدد الأنواع النباتية فيها تقريباً 2000 نوع تشمل على 54 نوعاً لا يوجد الا في فلسطين، بالإضافة إلى وجود أكثر من 368 نبات طبي في القائمة الوطنية للنباتات الطبية في فلسطين.
وشدد د.سليمان خليل على أهمية الطرق السائدة في دراسة الأصول الوراثية من خلال جمع العينات وتصنيفها وتوثيقها ومن ثم تخزينها في البنوك الجنينة التي تستخدم في دراسة وتقييم الأنواع النباتية بما فيها برامج تربية النبات وتطويره من أجل الاحتفاظ بالمواد الوراثية في بيئتها والحفاظ على ديمومة نموها داخل بيئتها.
الاطلاع على المستجدات البحثية العلمية
من جهته بين رئيس المؤتمر د. تحسين سياعرة أن عقد هذا المؤتمر يهدف إلى الاطلاع على آخر المستجدات والأساليب البحثية العلمية التي تصب في تطوير القطاع الزراعي بالإضافة إلى تسلط الضوء على أهمية حماية وحفظ السلالات المحلية من البذور البلدية لما تمثله من موارد وراثية وكجزء من التراث الثقافي للمزارع الفلسطيني ولحماية التنوع الحيوي.
مبيناً أن استضافة الجامعة ومشاركتها في فعاليات هذا النوع من المؤتمرات تقوم بواجبها تجاه المجتمع الفلسطيني بشكل عام والقطاع الزراعي بشكل خاص والتي تصب في خدمة وتنمية هذا القطاع واستمراراً لتأدية رسالة خضوري الزراعية والتي كانت منذ بدايات القرن المالي معهداً مرموقاً للتعليم الزراعي على المستوى الإقليمي وقد تبدأ خريجوها مواقع قيادية وريادية في قطاع الزراعة في العديد من الدول.
الجلسات العلمية والأوراق البحثية
بدوره، تحدث د.رائد كوني من جامعة النجاح عن دور التقانة الحيوية في نشر والحفاظ على النباتات والأصول والوراثية، وقدّم شرحاً تفصيليّاً حول التجارب التي تم تنفيذها في فلسطين بما يتعلق بالمواد الوراثية في أنواع مهمة من النباتات.
ومن جانبه، قدّم د.رزق اسليمية من جامعة الخليل عرضاً مفصلاً حول نسب الأمطار في فلسطين وتأثيرها على المزروعات والنباتات بشكل عام، مشيراً إلى انخفاض نسبة الأمطار الملحوظ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط في الفترة الأخيرة.
وفي هذا السياق، تحدّث د.جهاد عبّادي من جامعة القدس عن آليات امتصاص البوتاسيوم في محاصيل الزيوت البديلة (العصفر وعباد الشمس) في أنواع مختلفة من التربة، موضحاً ضرورة استمرارية استخدام التربة عن طريق إدخال استخدام أنواع معينة من النباتات التي تمتص البوتاسيوم.
أما بالنسبة لكل من سامح جرار وعلاء مرعي و ناريمان قراريه وناصر عبادي ، فقدموا عرضاً حول حفظ الموارد الجينية النباتية.
وتحدّث كل من روزان طنبوز وحسان أبو قاعود من قسم الانتاج والحماية في جامعة النجاح الوطنية عن مضاعفة وإعدادة تجديد جذور نبات الحمص وكيفية وآاليات مضاعفتها والفوائد المجنية من مضاعفة جذور الحمص.
وبدورهما، تحدث كل من خالد صوالحة وابراهيم عباسي عن التوصيف الوراثي لنباتات مثل الفلورا الفلسطينية وتعرض هذه النباتات لخطر الانقراض نتيجة الاستخدام الجائر من السكان المحليين وممارسات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة التي تفاقم التهديد لهذه النباتات في مواقعها الطبيعية، و تأثير هذه العوامل في تغير المناخ على مستوى محلي وإقليمي وحتى عالمي وضرورة توثيق ودراسة نباتات مختارة من التنوع الحيوي في فلسطين باستخدام التحليل الوراثي بتطبيق مؤشرات وراثية من أجل التوصيف الوراثي الدقيق.
وفي السياق ذاته، تحدث كل من غدير عمر،و مرام محمد فياض صقر، وغالب عدوان عن البقوليات او القرنيات التي تعتبر ثالث اكبر عائلة في النباتات الزهرية, كما ولها اهمية اقتصادية حيث تعتبر مصدر للغذاء و خصوبة التربة، بالإضافة إلى أربعة أجناس من هذه العائلة: العدس، البيقة، الجلبان و البازيلاء، تحتوي صفات شكلية متداخلة فيما بينها.
وبدوره، قدّم خالد صوالحة من جامعة القدس شرحاً حول تأثير تغير المناخ على الفلورا الفلسطينية حيث أصبح تغير المناخ مشكلة عالمية يجب التحرك سريعا لمواجهة تأثيرها محليا وإقليميا وعالميا، بالإضافة إلى تأثر الطبيعة الفلسطينية بشكل كبير وخاصة الغطاء النباتي الممثل في التنوع الحيوي النباتي في المناطق البرية وخاصة في السفوح الشرقية لجبال فلسطين.
التوصيات
توصل المؤتمر إلى توصيات هامة وهي: ضرورة الإسراع بإتمام إنشاء بنك بذور وطني، وتوفير وتخصيص الدعم اللازم لتنفيذ المزيد من التجارب والأبحاث الزراعية وتحسين الأصناف البلدية، وضرورة توحيد الجهود بين المؤسسات المختلفة الفاعلة في مجال حفظ الأصول الوراثية، بالإضافة إلى توفير السياسات والقوانين للحفاظ على الأصول الوراثية.