اختتمت جامعة فلسطين التقنية – خضوري فعاليات مشروع "الوظائف الخضراء وفرص الدخل المستدام للشابات والشباب الفلسطينيين في قطاع الأعمال الزراعية والأغذية"، الذي نُفّذ بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو وبتمويل من الحكومة الدنماركية، وبمشاركة عدد من الجامعات الفلسطينية، وبتعاون وثيق مع وزارة الزراعة، والذي يأتي ضمن إطار جهود الجامعة الرامية إلى تمكين الخريجين وربطهم بسوق العمل الزراعي والغذائي، من خلال تعزيز مفاهيم الريادة والاستثمار الأخضر، بما يسهم في معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجه الشباب الفلسطيني.
وقدّم منسق المشروع، الدكتور يحيى استيته، عرضًا شاملاً تناول خلاله مراحل التنفيذ وآليات التدريب والتشغيل، مشيرًا إلى أن المشروع استهدف فئة الخريجين الجدد والطلبة المتوقع تخرجهم، وسعى إلى بناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم في مجالات تخطيط وتنفيذ المشاريع الريادية المستدامة.
وأوضح استيته أن المشروع اعتمد على نهج تكاملي جمع بين التدريب العملي والتشبيك مع القطاع الخاص، ما مكّن المشاركين من الدخول في تجارب تشغيلية فعلية داخل مؤسسات وشركات محلية، وأسهم في تحسين جاهزيتهم لسوق العمل. وأضاف أن عددًا من الخريجين تمكنوا من تطوير أفكار ريادية نوعية، حصلوا بموجبها على دعم استثماري مكّنهم من إطلاق مشاريعهم الخاصة.
من جهته، أكّد عميد كلية الهندسة الزراعية، الأستاذ الدكتور نواف أبو خلف، ممثلًا عن رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حسين شنك، أن المشروع يُجسّد توجهات الجامعة في ربط المعرفة الأكاديمية بالتطبيق العملي، ويسهم في بناء شخصيات ريادية قادرة على قيادة مبادرات إنتاجية ومستدامة في البيئة الفلسطينية.
وأضاف أن مشاركة الطالبات الكبيرة شكّلت مؤشرًا على التنوع الحيوي الذي راعاه المشروع في مراحله كافة، وأحد أوجه التمكين الحقيقي للمرأة الفلسطينية في القطاع الزراعي ، الى جانب عرض تجارب عدد من الرياديين، الذين تحدثوا عن انتقالهم من الفكرة إلى التطبيق العملي، موضحين كيف استطاعوا الاستفادة من الدعم الفني والمالي لتأسيس مشاريعهم الخاصة.
كما تم خلال الحفل تكريم الشركات الشريكة والمدربين الذين أسهموا في احتضان الطلبة وتوجيههم خلال فترة التشغيل، إلى جانب تكريم الفائزين بالمشاريع الريادية التي أظهرت أثرًا ملموسًا في مجتمعاتهم المحلية.
يُذكر أن المشروع خرج بتوصيات ركزت على أهمية استنساخ نماذج مشابهة في مؤسسات التعليم العالي، وتوسيع قاعدة المستفيدين لتشمل تخصصات متعددة، بما يعزز من تقاطع العلوم وتكامل المهارات. كما دعا المشاركون إلى رفع حجم التمويل المخصص للمشاريع الريادية، وتفعيل دور الحاضنات في تطوير الأفكار ومتابعة تنفيذها، بما يضمن استدامة الأثر وفعالية الاستثمار في طاقات الشباب.
واختُتم الحفل بتأكيد الجامعة على التزامها بمواصلة دعم مثل هذه المبادرات، وتجديد شكرها للحكومة الدنماركية على تمويلها السخي، ولمنظمة الفاو على دورها التنسيقي، ولجميع الشركاء على مساهماتهم الفاعلة في إنجاح هذا المشروع النوعي.